بقلم | محمود علي

لم يكن بغريب عن قطر التي احتكرت بطولات كرة القدم العالمية عبر قنواتها "بي ان سبورت" القطرية، غير مبالية بملايين العرب الذين تضرروا من ذلك الاحتكار، أن تخرج علينا أحد أنديتها بقرار غريب تستهزيء به بعقول الناس، وتتاجر من خلاله علناً بدماء الفلسطينيين.

فقد أعلن نادي العربي القطري اليوم في قرار "كوميدي" تبرعه بـ"ربع" مداخيله من المباريات التي سيخوضها بالموسم المقبل لإغاثة سكان غزة، جراء الاعتداءات الصهيونية الغاشمة التي يعانون منها خلال هذه الآونة، بل وطالب الأندية القطرية بنهج نهجه.

الغريب في ذلك أن مسابقات كرة القدم في قطر بما فيها الدوري القطري تُقام وسط مدرجات شبه خاوية طوال الموسم، لدرجة جعلت نادي السيلية القطري يستعين في وقت سابق من الموسم الماضي بجماهير كاميرونية من الجالية الكاميرونية المتواجدة في قطر، من أجل تشجيعه، مقابل بعض الامتيازات المالية.

فلو قمنا بإعداد إحصائية لعدد الجماهير التي تحضر مباريات فريق العربي طوال الموسم، لا أعتقد أنها ستتعدى الـ2000 مشجع على الأكثر، وهو رقم إن حقق لهم مداخيل مالية كما يوهموننا، وقاموا بتخصيص ربعه لضحايا غزة، فسيكون المبلغ أشبه بأضحوكة، لأنه ربما لا يُكمل ثمن حذاء أحد النجوم الذين تتعاقد معهم أندية قطر سنوياً.

كان الأولى بالنادي العربي، إن كان حقاً يود مساندة أهل غزة، أن يُعلن عن مبلغ مُحدد ذو قيمة حقيقية للتبرع به لأهل غزة، على الأقل لإجبار باقي الأندية في بلاده أو حتى خارج بلاده للسير على نهجه، أو لا يُعلن ولا يُقدم على تلك الخطوة من الأساس، بدلاً من المتاجرة بدماء الفلسطينيين بقرار مثير للسخرية وللاشتمئزاز، لكن على من سنلوم؟ على البلاد التي اعتادت على تعذيب أشقائهم العرب وإذلالهم، من أجل مشاهد مباريات كرة القدم، أم على صمتنا وسلبيتنا تجاه إخواننا الفلسطينيين الذي سمح لأشباه أندية أن تخرج بهكذا قرار، ليتداول اسمها بين وسائل الإعلام، وتكتسب شهرة بقرار تستخف فيه بالعقول!