قدم المنتخب السعودي مباراة بعثت كل الفخر في نفوس الجماهير الخضراء المتلهفة لرؤية النسور في أكبر محافل العالم بعد أسبوع واحد على الأراضية الروسية، وهذا عقب الخسارة بهدفين مقابل هدف ضد ألمانيا في ملعب "الباي آرينا".
واجه الأخضر أقوى منتخبات العالم حامل لقب المونديال وكأس القارات، بكل ندية دون النظر إلى فارق الإمكانيات والتاريخ، وبالفعل استطاع إحراج الناسيونال مانشافت في أوقات كثيرة من المواجهة التي جاءت متكافئة على عكس كافة التوقعات.
استبشرت الجماهير السعودية في كل مكان بالخير بعد اللقاء، وضاعفت من آمالها في التأهل على الأقل للدور ثمن النهائي من البطولة وتكرار إنجاز 1994، ولا سيما في ظل وقوعها في مجموعة قد تكون في المتناول رفقة المنتخب المصري والمنتخب الأوروجوياني والمنتخب الروسي مستضيف البطولة.
إليكم أبرز إيجابيات وسلبيات الأخضر بعد المواجهة الأخيرة قبيل البطولة ...
الإيجابيات | الثقة والسرعة ووسط ميدان أنيق
- الثقة ثم الثقة ثم الثقة، لم يتوقع أكثر المتفائلين من الشعب السعودي أن يدخل الأخضر المباراة بكل تلك الثقة التي ظهرت على اللاعبين، فمنذ الدقائق الأولى وبدا على لاعبي السعودية عدم خوفهم من حجم بطل العالم، وتناقلوا التمريرات القصيرة فيما بينهم سواء قبل التأخر بالهدف المبكر أو بعده، وهذا إن دل على شيء فيدل على قوة الجهاز الفني التي نقلت إلى اللاعبين على أرضية الميدان.
من أهم إيجابيات المباراة تيقن الجماهير أن منتخبها السعودي ذاهب إلى البطولة كخير سفير للمملكة، وسيقدم كرة قدم ممتعة، وهذا ظهر جليًا من خلال التحضير الجيد للهجمات وعدم اللجوء للعب الطويل والتدخلات العنيفة، فقد استطاع "أنطونيو بيتزي" خلال وقت قياسي وضع بصمته على الفريق، حيث كانت تعليماته واضحة للجميع بعدم تشتيت الكرات والإصرار على اللعب الممتع والتمريرات القصيرة التي استطاع بها السعوديين إبهار كل من حضر في الباي آرينا.
ـ وسط ميدان الأخضر قدم مباراة مبهرة على كافة الأصعدة، البداية كانت مع المايسترو "عبد الله عطيف" الذي كان يقوم بدور افتقده الألمان في الملعب، وهو اللاعب الذي يربط الخط الخلفي بالأمامي، هذا اللاعب الذي يمتلك الرؤية ويستطيع توزيع اللعب والكرات وبداية الهجمات بطريقة أنيقة، ومن أمامه ثنائي نشيط للغاية متمثل في "الفرج والجاسم" اللذان لم يكفا عن الضغط المستمر على لاعبي وسط المنتخب الألماني، ولم يمنحا أي فرصة لكروس أو خضيرة في اللعب بأريحية على دائرة وسط الملعب، وهذه نقطة أفضلية مهمة سيلعب عليها بيتزي خلال المونديال.
- عدم وجود رأس حربة صريح في التشكيلة التي بدأت المباراة كان نعمة وليس نقمة على المنتخب السعودي، خاصة مع وجود لاعب بمواصفات "فهد المولد" في العمق الهجومي، فهو يمتلك كل الإمكانيات التي تعوض غياب المهاجم الصريح، كما يعطي ميزة إضافية نتيجة سرعته الفائقة وقدرته على التفوق في الكرات الأرضية على أي خصم، فقط يحتاج للمزيد من صناعة اللعب والدعم من قبل لاعبي الوسط والأجنحة ولا سيما الأعسر الموهوب "يحيى الشهري" الذي قدم له أكثر من تمريرة حريرية اصطدمت بدفاع يقظ بقيادة ثنائي البايرن "هوملز وبواتينج"، لذلك أمام دفاع بطيء كدفاع مصر وروسيا قد تكون الغلبة للمولد والشهري.
السلبيات | أطراف مخترقة، وعمق ثقيل
- إذا تكررت الثغرات التي ظهرت في المباراة بالنسبة للسعودية على الأقل أمام مصر، فمن بالغ الصعوبة الصمود ضد الفراعنة، فنقطة قوة الأخير تتمثل في أجنحته المميزة سواء تريزيجيه أو صلاح، وفي حالة وجود مساحات لهذا الثنائي على أرضية الميدان فسيكون هناك خطر كبير على أي خصم لمصر.
الليلة بالغ الشهري في تقدمه للأمام أمام المنتخب الألماني كعادته مع الهلال، وهذا لا يجب أن يظهر في بطولة ككأس العالم، لذلك على بيتزي التدخل وتحجيم مارسيلو الصحراء بعض الشيء وإلزامه بواجبات دفاعية أكثر من ذلك، فالمساحات خلف الظهيرين آفة في الأخضر لم تعالج بعد.
- عمق دفاع السعودية كذلك يعاني من الوقوف الخاطئ وسوء الرقابة على صعيد استقبال الكرات العرضية والتمريرات البينية، أسامة وعمر هوساوي يمتلكان نقاط قوة في الالتحامات المشتركة والمواجهات المباشرة، ولكنهما بحاجة للمزيد من العمل على صعيد المراقبة والوقوف بشكل صحيح واستقبال الكرة قبل المهاجمين، فقد كانت أي كرة عرضية أو تمريرة أرضية طويلة تشكل الكثير من الخطورة على المنتخب السعودي، لذلك أي فريق سيلعب كرة قدم على الأرض سوف يصل إلى المرمى السعودي بكل سهولة، بسبب الثقل الواضح الذي ظهر عليه عمق الدفاع السعودي.