ربما وصل نجم كرة القدم البرازيلي نيمار إلى دور الثمانية متفوقا بهذا على الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، اللذين خرجا مع منتخبيهما من الدور الثاني لبطولة كأس العالم 2018 بروسيا ، لكنه لم يقدم في هذه البطولة ما يؤكد نضجه بالدرجة الكافية لوراثة عرش الأسطورتين.
ويشاهد اللاعبون الثلاثة فعاليات المربع الذهبي للمونديال الروسي بعدما ودع المنتخب الأرجنتيني البطولة بالهزيمة أمام نظيره الفرنسي 3 - 4 من الدور الثاني وخسر المنتخب البرتغالي 1 - 2 أمام أوروغواي بنفس الدور فيما سقط نيمار ورفاقه من راقصي السامبا البرازيلية أمام المنتخب البلجيكي 1 - 2 في دور الثمانية للبطولة يوم الجمعة.
وفشل نيمار (26 عاماً) في أن يقدم للمنتخب البرازيلي وجماهيره ما يليق بالتوقعات التي سبقته إلى البطولة.
والحقيقة أن نيمار ، أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم حتى الآن ، جذب الكثير من عناوين الأخبار في الصحف ووسائل الإعلام ، ولكن هذا لم يكن بفضل مستوى الأداء الذي يقدمه وإنما للمبالغة في عملية السقوط على الأرض بعد كل عرقلة يتعرض لها على طريقة ألعاب الإنترنت.
واصطحب نيمار أيضا اثنين من مصففي الشعر معه إلى روسيا. وأكد المعلقون على طرق تصفيف الشعر أن اللاعب ظهر بخمس تصفيفات مختلفة. وفي المقابل ، سجل نيمار هدفين وصنع هدفا فقط خلال مسيرته في البطولة.
كما قدمت صحيفة "آس" الإسبانية الرياضية معيارا جديدا لمدى المستوى الضعيف الذي قدمه نيمار في البطولة، حيث أجرت الصحيفة استطلاعا للرأي بين مشجعي ريال مدريد عن اللاعب الذي يحتاجه الريال حاليا ، واحتل الفرنسي كيليان مبابي زميل نيمار في صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي المركز الأول بنسبة 89 بالمئة من الأصوات بفارق هائل عن نيمار، علما بأن عدد المشاركين في الاستطلاع بلغ 180 ألف مشجع.
وكان نيمار انتقل في بداية الموسم الماضي من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان في صفقة هي الأعلى قيمة في تاريخ اللعبة حتى الآن فيما يحتل مبابي المركز الثاني في قائمة أغلى صفقات انتقال لاعبي كرة القدم في التاريخ منذ انتقاله من موناكو الفرنسي إلى سان جيرمان أيضا.
ولم يتردد أساطير كرة القدم البرازيلية في انتقاد نيمار على فشله مع الفريق في الفوز باللقب العالمي.
وقال النجم البرازيلي السابق توستاو ، الذي شارك في فوز السامبا بلقب كأس العالم 1970 بالمكسيك ، في تصريحات إلى صحيفة "فوليا دي ساو باولو" البرازيلية : سنحت لنيمار فرص عديدة للسطوع ولكنه واصل اختياراته الخاطئة.
وسجل نيمار هدفا للمنتخب البرازيلي في مباراته أمام كوستاريكا بالدور الأول، ثم أحرز هدفه الثاني في المونديال الروسي خلال مباراة الفريق أمام نظيره المكسيكي بدور الستة عشر.
ولكنه فشل في مواجهة المنتخب البلجيكي بدور الثمانية والتي كان فيها الفريق بأمس الحاجة لجهوده وأهدافه.
وقال توستاو : المنتخب البرازيلي افتقد دي بروين في إشارة إلى أن الفريق كان بحاجة للاعب مثل النجم البلجيكي المتألق كيفن دي بروين.
ويرى بعض النقاد أن السبب في الأداء المحبط لنيمار في المونديال الروسي يرجع إلى الإصابة التي عانى منها اللاعب في النصف الثاني من الموسم الماضي، فيما رأى آخرون أن مستوى اللاعب بدأ في التدهور بشكل فعلي منذ رحيله عن برشلونة إلى سان جيرمان.
ولدى سؤاله في مقابلة نشرتها صحيفة إلموندو الإسبانية يوم الجمعة ، عما إذا كان نيمار وصل لمستوى رونالدو وميسي ، قال لويز فيليبي سكولاري المدير الفني الأسبق للمنتخب البرازيلي : تطور مستوى نيمار كثيرا في برشلونة واقترب كثيرا من مستواهما.
وأوضح : لكن هذا لا يحدث بين يوم وليلة. إنه على الطريق الصحيح ، ولكنه ما زال بحاجة لبعض الوقت. ربما يصبح في نفس مستواهما في غضون عام أو عامين.
وكان الأسطورة البرازيلي بيليه قاد المنتخب البرازيلي للفوز بلقبين متتاليين في بطولات كأس العالم (1958 و1962) قبل أن يكمل عامه الثاني والعشرين كما قاد الأسطورة رونالدو منتخب السامبا للفوز بلقب مونديال 2002 وهو في السادسة والعشرين من عمره.
وقال سكولاري : في البرازيل ، نعلم من هو نيمار ومن هو بيليه ومن هو رونالدو... نعلم أن هناك نسخة واحدة من بيليه ولن تكون هناك نسخة ثانية منه.
وكان المونديال الروسي هو أكبر فرصة أمام نيمار لكنه لم يستغل هذه الفرصة.