يبدو أن العروسة الأفريقية لدوري أبطال أفريقيا فضلت منح عاشقيها في آخر نسختين الوداد الرياضي المغربي والترجي الرياضي التونسي فرصة من أجل اختيار الأفضل بينهما، بعدما جمعت بطل نسخة 2017 مع بطل نسخة 2018 في نهائي شرس ومرتقب لنسخة 2019.
فريق مدينة الدار البيضاء عاد للنهائي من جديد بعد التفوق على قاهر الأهلي المصري فريق صن داونز، أما عملاق باب سويقة فتخطى عقبة مازيمبي الصعبة وتأهل لآخر محطات حفاظه على اللقب.
هذا النهائي يعتبر تكرار لموقعة مثيرة احتوت على الكثير من الندية بين الناديين في نهائي نسخة عام 2011 قبل ثمانية أعوام، انتهت برفع الطرف التونسي للقب بعد التعادل ذهابًا في الدار البيضاء بنتيجة البياض والفوز بهدف الغاني "هاريسون أفول" على أرضية رادس، وخلال التقرير التالي سوف نناقش ماذا تغير في كل جيل.
الترجي بين 2011 - 2019
الجهاز الفني .. الظروف متشابهة كثيرًا فمن قاد نسخة 2011 كان مدربًا محليًا معروفًا وهو "نبيل معلول"، أما القائد الحالي للفريق مدرب تونسي صاعد هو "معين الشعباني" الذي حصد اللقب في العام الماضي على حساب المارد الأحمر، ويعتبر معين أحد اللاعبين الذين خدموا تحت إمرة معلول لذلك الفكر الفني يعرف الكثير من نقاط التشابه.
قائمة اللاعبين .. بمقارنة أسماء تشكيلتي الترجي بين 2011 و2019 سنجد أن هناك أفضلية في بعض المراكز للجيل الذهبي لفريق الدم والنار، الذي لم يكتب له أن يعاصر المئوية التي يعشيها الجيل الحالي.
فخط الدفاع الذي كان يتكون من "شمام الهيشري كوليبالي وأفول" يتفوق دون نقاش على رباعي الدفاع الحالي، حيث يعتبر دفاع الترجي أحد أضعف خطوط منظومته الحالية، ولولا وجود ساتر في وسط الملعب لانكشف الفريق في أكثر من مباراة، ومن تابع مباراتي مازيمبي ذهابًا وإيابًا سيعي هذا الأمر.
خط الوسط الحالي للسبيرانس يعتبر النقطة الأكثر قوة، ورغم تواجد المدرب الحالي "مجدي تراوي" رفقة "خالد القربي" في وسط ميدان جيل 2011 إلا أن الثنائي الأفريقي الحالي المتمثل في "فرانكوم وكوليبالي" يعتبر أحد أقوى ثنائيات الدائرة على مستوى القارة السمراء.
الخط الأمامي للترجي في 2011 كان يضم ثنائي ذهبي هو "الدراجي والمساكني" وكان من بالغ الصعوبة احتواء خطورتهما من قبل الخصوم، وفي أحيان أخرى كان يقوم "وجدي بوعزي" بما لا يتوقعه أحد في إنهاء الهجمات، بالإضافة إلى دبابة هجومية تدعى "يانيك نيانج".
هجوم الترجي حاليًا يميزه التجانس والتفاهم بين عناصره، و أبرز ما قامت به الإدارة الترجاوية كان الحفاظ على موهبة الفريق "أنيس البدري" والجزائري "يوسف البلايلي" وكذلك مهاجم تونس الأول "طه ياسين الخنيسي".
الوداد بين 2011 - 2019
الجهاز الفني .. مر الفرنسي "ميشيل دي كاستال" بعدد من المحطات في قارة أفريقيا، ولكن لم يؤثر أي فريق في نشر اسمه وتخليد مسيرته مثلما فعل جيل الواك والذي أوصله إلى قمة عصبة الأبطال، حاليًا استعانت إدارة الأحمر بخبرات تونسية متمثلة في اسم "فوزي البنزري" والذي ربما يكون عامل حسم وفارق للفريق المغربي بسبب تمرسه ودرايته الكاملة بالترجي والكرة التونسية.
قائمة اللاعبين .. على مستوى حراسة المرمى عانى الوداد في نهائي 2011، حيث لعب دو كاستال بحارسين بين الذهاب الذي شارك به "نادر الميغاري" والعودة التي تواجد فيها "ياسين بونو"، أما حاليًا فالحارس المتألق "أحمد رضا التاجناوتي" يحجز مكانه الأساسي كحامي عرين متميز للفريق الوداد.
الخط الخلفي .. رغم عدم تتويج الوداد في 2011 إلا أن الجماهير الودادية لا تنسى صلابة عمق الدفاع المتكون من القائد "هشام العمراني" والصلد "يوسف رابح" واللذان قادا الفريق للمباراة النهائية خلال مسيرة شهدت اهتزاز شباك الوداد في أربع مناسبات فقط!! رغم مواجهته لعملاقة مثل مازيمبي الأهلي والترجي طوال البطولة.
دفاع الوداد حاليًا وإن كان أقل صلابة رقميًا، إلا أنه في دوري أبطال أفريقيا قدم مباريات بطولية، حيث يتميز بتكامل عناصره، فالشيخ كومارو منارة حاجبة للكرات الهوائية وأشرف داري يكمل ما ينقصه على مستوى السرعة والتفوق في المواجهات المباشرة الأرضية.
خط الوسط .. ثنائي الدائرة المحلي في كلتا النسختين لا يختلف عن بعضه الآخر كثيرًا في 2011 كان هناك "المُدمر" سعيد فتاح والذي كان يمتاز بالقوة وقدرته الفائقة على تعطيل الهجمات ومنع المرتدات وهو دور يشبه كثيرًا ما يفعله "إبراهيم النقاش" في حسابات البنزرتي، أما الهدوء والرزانة فكانت تتمثل في "محمد برابح" والذي يلعب دوره المتألق "صلاح الدين السعيدي".
الحديث عن خط الهجوم يختلف عن كل ما سبق، فإن كان هناك تشابه في الأدوار في ثلثي الملعب، إلا أن هناك تباين واضح بين هجوم الوداد في 2019 وهجومه مع جيل 2011، حيث كان يعتمد دي كاستال على العمق بشكل أساسي في ظل وجود رؤوس حربة متميزين بقدرات أونداما وياجور على الرغم من عدم حصول الأخير على أدوار في مواجهة الترجي، ومن خلفهما اللاعب الذي يفقده الجيل الحالي "أحمد أجدو" القادر على صناعة اللعب وقيادة الثلث الهجومي والتحكم في ريتم اللعب، كل هذا مع الاستعانة بشبيه أجنحة الفريق الحالي "ياسين لكحل" صاحب المهارة والكرات العرضية التي لا تعوض.
أما حاليًا فالبنزرتي يرى أن الأطراف هي التي تعرف من أين تؤكل الكتف، بالاعتماد على أهم عنصر ودادي في السنوات الأخيرة "إسماعيل الحداد" بجانب اللاعب المتوقع عودته أمام الترجي "محمد أوناجم" واللذان منحا الفريق لقب 2017 بفضل إمكانياتهما المذهلة في المراوغة والتفوق على أظهرة الخصوم، وما يعيب هجوم الجيل الحالي للوداد هو الفشل في تعويض "أشرف بنشرقي" على مستوى رأس الحربة فمنذ رحيله لم يتمكن باباتوندي أو بديع أووك من فرض الخطورة المطلوبة، ولا مجال لمقارنة العمق الهجومي بين الجيلين فقد كان الكونجولي "فابريس أونداما" يمر بأعتى فتراته وكان لمجرد تواجده في التشكيلة صدى يرعب دفاع أي خصم، ووقتها كان الوداد معروف في القارة بـ"وداد أونداما".