توصل نادي الوداد الرياضي لاتفاق مع المدرب الإسباني "خوان كارلوس غاريدو"، من أجل الإشراف على الناصية الفنية للفريق، خلفًا للفرنسي "سباستيان دوسابر".
وعرف اسم جاريدو في الأعوام الأخيرة داخل منطقة الشرق الأوسط، حيث تنقل منذ عام 2014، بين عدة فرق في شمال أفريقيا والخليج العربي، كان من ضمنها الرجاء الرياضي، لذلك الكرة المغربية لن تكون جديدة على مدرب فياريال الأسبق.
طريقة لعب غاريدو المفضلة
يعتبر المدرب الإسباني أحد عشاق الأجنحة والأطراف في كرة القدم، ودوماً ما كانت فلسفته التدريبية تتمحور حول الاختراق من أطراف الملعب، لذلك في عهده مع أغلب الأندية التي أشرف على تدريبها، كان لاعبو الأجنحة هم الأهم في حساباته، والأكثر ظهورًا ولمعانًا.
أسلوب لعب غاريدو المفضل أساسه رسم 4-4-2 ومشتقاته المختلفة، حيث كان يلعب مع الأهلي المصري بـ4-1-4-1، ثم تغيرت الرسمة رفقة النجم الساحلي إلى 4-2-3-1 تتبدل وفق مجريات ومعطيات المباريات إلى 4-4-1-1.
وفي بعض الأحيان، بحكم ما يريده من المباراة، كان يعتمد جاريدو على طريقة لعب 3-5-2، على سبيل المثال ضد الأهلي في القاهرة، حاول إغلاق الملعب بوجود خمسة لاعبين في الخط الخلفي، وأمامهم ثلاثي في وسط الميدان، ومهاجمين.
الظهيران في مفكرة غاريدو يكون لهما دومًا دور البطولة، فقد تحول معه الظهير الأيسر لليتوال "مرتضى بن وناس" إلى واحد من أهم لاعبي الكرة التونسية، بالإضافة إلى تألق الدولي التونسي "وجدي كشريدة" على الرواق الآخر.
دائمًا ما يبتكر غاريدو زيادة وأفضلية في كل جانب، عن طريق وجود ظهير وجناح، ولاعب وسط يميل إلى مساندة الطرف، مما يخلق جبهات "نارية" لفرقه.
وتحتاج فلسفة جاريدو دومًا إلى مهاجم عملاق وقوي، يمتاز بالتفوق في الكرات الهوائية وقدرته على ترويض الكرات بشكل مميز، حتى يتسنى للفريق أن يتحرك عليه، وعادة ما تكون الرأسيات سلاح قوي للفرق التي يشرف عليها، وإذا ذكر هذا الأمر يجب أن يذكر "وليد الكرتي" بقدراته الهوائية الهائلة.
مميزاته الفنية
قد يكون غاريدو هو أنسب مدرب للمرحلة في الوداد، وهذا نظرًا لجدول الفريق ببطولة دوري أبطال أفريقيا، حيث سيواجه في الدور ربع النهائي فريق سابق للمدرب الإسباني وهو النجم الساحلي، الذي رحل عنه مدرب بروج الأسبق منذ أسابيع قليلة، لذلك سيكون على علم بالصغيرة قبل الكبيرة، وسيعرف جيدًا كيف يمنح لاعبي الوداد المعلومات التي تمنحهم التفوق على الطرف التونسي.
وفي حالة عبور وداد الأمة عقبة "الليتوال" من المرجح أن يصطدم بفريق قديم لغاريدو أيضًا، وهو الأهلي المصري، في حالة اجتياز الأخير عقبة صن داونز الصعبة، وقد برهن جاريدو على تفوقه على عملاق القارة، حين حجز منه بطاقة الصدارة في دور المجموعات بكل استحقاق، متفوقًا عليه في رادس بهدف دون رد، في مباراة قدم فيها الإسباني درسًا في كيفية إبطال مفعول صاحب الثمانية ألقاب لعصبة الأبطال.
على الصعيد المحلي داخل البطولة المحترفة، اكتسب جاريدو الكثير من الخبرات، من خلال رحلته مع الرجاء، والتي عرفت عديد النجاحات، ومن المؤكد أنه سوف يتفادى أغلب الأخطاء التي وقع بها مع النسور.
من مميزات غاريدو التي أتقنها مؤخرًا، إيجاد التوازن "المطلوب" في الفرق التي يدربها، حيث كان النجم الساحلي معه فريقًا في غاية الخطورة، حين يحتاج إلى الهجوم والثلاث نقاط، وسجل في المجموعات ثمانية أهداف، منها خماسية خارج أرضه، ولم يأت هذا الأمر على حساب الصلابة الدفاعية، فكان يغلق المباريات حين يريد، وكما يجب، تمامًا كما فعل ضد الأهلي ذهابًا وإيابًا، ودخل مرماه ثلاثة أهداف فقط.
الميزة السابقة لن يتمكن غاريدو من منحها للوداد على وجه السرعة، إذا ما لم يكن نجوم الفريق في أفضل حالاتهم البدنية، فطريقة "التحولات السريعة" التي يعتمد عليها الإسباني، تحتاج للكثير من اللياقة والحضور البدني، وهو اختبار لكافة لاعبي الفريق المغربي في المرحلة المقبلة.
عيوبه الفنية
أصبح غاريدو أمام ضرورة حتمية لإضافة "تجديدات" على خططه، فكما ستعتبر خبرته المحلية والقارية ميزة للوداد، قد تكون سلاحًا ذو حدين، في ظل سهولة قراءة المنافسين لأهم أفكار الإسباني، سواء من قبل مدربي أندية البطولة المحترفة، أو الجهاز الفني للنجم الساحلي.
مبالغة غاريدو في الاهتمام بالأطراف دائمًا كانت تشكل له فجوات في عمق الملعب، وتحديدًا منطقة محور الارتكاز، والتي يصر فيها على الاعتماد على لاعب وحيد أمام خط الدفاع، ويمنح باقي لاعبي الوسط حرية في التقدم للأمام ومساندة الطرفين.
وكما يظهر في الصورة، تكتل دفاعي هائل بخمسة لاعبين على الطرف، مع وجود فراغ كبير في العمق، استغله الأهلي في لقطة تسجيل هدف ديانج وعدة محاولات أخرى خلال المباراة، فهذه لم تكن اللقطة الوحيدة، بل كان دومًا "محمد أمين بن عمر" وحيدًا بين مساحتين على يمينه ويساره، وكان يشتكي لزملائه من ضرورة الاقتراب منه، في ظل الاهتمام المستمر من "باعيو وبوخشوش" بمساندة الظهيرين، لذلك من أراد اختراق فرق جاريدو عليه التفكير في عمق الملعب أكثر من الأطراف.