• نهضة بركان
    حسنية أكادير
  • اتحاد طنجة
    المغرب التطواني
  • الجزائر تحت 17
    المغرب تحت 17
  • المغرب تحت 20
    ليبيا تحت 20
  • راسينغ كلوب
    كروزيرو
  • ميلان
    يوفنتوس
  • سيلتا فيغو
    برشلونة
  • مانشستر سيتي
    توتنهام

كرونو

None

"قصص العزل 3" | "أخطر" ملاعب كرة القدم .. مبني على "طن" من المواد المتفجرة

يقضي مُعظمنا حاليًا أغلب وقته في عزلة صحية "حميدة"، تفاديًا لأن يكون طرفًا في إعياء نفسه أو أي شخص آخر من حوله، بالمرض المنتشر في هذه الأيام، والمرتبط بـ"فيروس كورونا" أو كما يطلق عليه علميًا "كوفيد-19".


العزل لم يعد "مزحة" وبات ضرورة حتمية على الجميع، في ظل تزايد أعداد المُصابين بالفيروس يومًا تلو آخر، في شتى أنحاء العالم، ومن أجل محاربة هذا التفشي، وفق ما فرضه المختصون، يجب السيطرة على العدوى، والحد من إصابة المزيد من الأشخاص.

ويعتبر الكثيرون البقاء في المنزل لكل تلك الساعات أمرًا "مُملاً" -وقد يكون كذلك حقًا-، ولكن هناك العديد من الأمور التي يمكن أن تُفعل من المنزل، للمساعدة على تمرير الوقت، ومن ضمنها سيكون متابعة قصصنا التي سوف نطرحها عليكم من خلال منبر "البطولة" بشكل متعاقب، في محاولة لتسلية وقتكم، بحكايات "شيقة" بخصوص لعبتكم "المُفضلة" كرة القدم.




القصة الثالثة | ملعب مبني على طن من المتفجرات


تاريخ القصة الثالثة يرجع بنا إلى فترة يرغب العالم في محوها من كتب تاريخه، وهي سنوات الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا مناوشات الجيش الألماني مع نظيره الإنجليزي، ووصولهم بالعتاد والقذائف إلى سواحل جزيرة "بورتلاند"، التي كانت شاهدة على المعارك، ولا تزال حتى الآن تحتفظ بذكريات محفورة على الجدران من تلك الأيام الدامية.

ومن ضمن تلك الذكريات كان ملعب كرة القدم يدعى "جروف روود"، والذي تم إعادة بنائه بعد أن وضعت الحرب أوزارها، ولكن أحد لم يكن على علم بأن هذه المساحة المستطيلة، التي تتسع لـ4000 متفرج ستكون هي أخطر "رقعة" على الكوكب لمدة زادت عن 50 عامًا.

وكانت جماهير كرة القدم التي اعتادت حضور المباريات في ميدان "جروف روود" محظوظة حين اتخذت السلطات في يوم 22 مارس من عام 1995، قرارًا بتحويل الملعب إلى منجم، وبالفعل بدأت أعمال الحفر سريعًا، من أجل التخلص من العشب والمدرجات، ومحو هوية هذا المكان تمامًا.


وأثناء الحفر تم اكتشاف شيء غريب كتبت عنه صحيفة "Dorset Evening Echo" وهو وجود قنبلة ألمانية الصنع "عملاقة" مدفونة تحت الميدان، يرجع تاريخها إلى فترة قذف الجيش الألماني لتلك الجزيرة أثناء الحرب، في شهر يوليو من عام 1942.



وعلى الفور أمرت السلطات الإنجليزية بحضور فريق من المهندسين الملكيين، من أجل الإشراف على إخلاء المنطقة، والعمل على إزالة "القنبلة" التي لم تنفجر بعد! في عملية عرفت بـ"طائر البحر".

وقام المهندسون بإخلاء المنطقة المحيطة على نطاق 1000 متر مربع، وهو ما أزعج الكثير من سكان المنطقة، بسبب المُطالبة بإخلاء المنازل، والمنطقة المحيطة بالملعب.

وعلق المتحدث باسم شرطة دورست "مايك مابر" عن الوقعة، مشيرًا إلى وجود مشاكل حول ما إذا كان سيتم إجلاء 350 مواطناً من منازلهم، بالإضافة إلى 120 موظفًا من مؤسسة الأحداث "الإجرامية"، التي تقع على حدود منطقة 1000 متر من الملعب "الموقوت".


وبدا بعض السكان مترددين بشكل خاص في المغادرة، مدّعين أن الإخلاء الإجباري كان تعدياً على حقوقهم الديمقراطية.

أحد هؤلاء المقيمين كان مؤرخ الجزيرة "إدوارد أندروز" الذي بلغ من العمر 81 عامًا، وكتب عن الوقعة "أرادوا إبعادنا عن منازلنا بالقوة، الجيش تدخل وحدثت عمليات ابتزاز عاطفية، كانت منطقة التهجير تبلغ كيلومترًا واحدًا .. هراء تام".


ومع ذلك، حتى يوم الإخلاء لم يبق سوى حفنة من المعارضين، تم تسجيلهم رسميًا على أنهم تسعة أشخاص من خمسة منازل.


ضابط فدائي أنقذ المدينة

تم تكليف النقيب "مايك لوب" البالغ من العمر 26 عامًا، بمهمة تطهير وإبطال القنبلة، وفي حديث للصحفيين بعد عقد من الحدث، قال بتواضع "كنت أقوم بعملي، وكنت أعلم أنني تلقيت التدريب المناسب، لذلك إذا انفجرت القنبلة، فمن المحتمل أن تكون مشكلتي أنا، سيحدث الأمر في ثوان، وربما لم أكن لأعرف الكثير عنه على أي حال".

وذكر مايك أيضًا أن الإخلاء كان "ضروريًا وحتمياً" نظرًا لأن "قنبلة بهذا الحجم ستغمر الشظايا في الهواء لمسافة كبيرة" .. وعلى الرغم من فترة خدمته في الجيش التي دامت 12 عامًا، وصف مايك الحادث بأنه أبرز ما في حياته المهنية.


تعويض من السفارة الألمانية


ولكن حتى بعد نزع فتيل القنبلة بأمان واستقرار، فإن عواقب الاكتشاف لم تنته على هذا الحد، وفي خطوة غير مسبوقة ، طالب أعضاء رابطة الآباء والمعلمين في مدرسة "رويال مانور" بتعويض من السفارة الألمانية بعد هذا اليوم العصيب.


وجاءت رسائل المواطنين كالتالي "سنخسر 3000 جنيه إسترليني بسبب القنبلة، أرسلنا رسالة إلى السفارة الألمانية نطالب بالتعويض لأن الألمان هم الذين أسقطوا القنبلة في هذا المكان".


رد الألمان بالقول بأن المدرسة يجب أن تطلب تعويضًا من الجيش البريطاني؛ لأنهم هم الذين اختاروا ذلك اليوم المحدد لنزع فتيل القنبلة.



"كلب" كان وراء اكتشاف القنبلة

وفي تطور أخير، ظهر لاحقًا أن عمال المحاجر لم يكونوا في الواقع أول من اكتشف طنًا من المتفجرات، التي كانت تقع تحت سطح الملعب مباشرة، بل يرجع الفضل لكلب "مُتدرب" يبلغ من العمر ثماني سنوات، شارك في عرض مناورة الكلاب، والتقط رائحة البارود، وركض إلى وسط الميدان وأخذ يعوي، مما جعل الشرطة تأخذ الأمر على محمل الجد، كونه أحد الكلاب التي خدمت في الكشف عن المتفجرات.

وعلق "نورمان بيرس" الذي نظم العرض قائلاً "سلوك الكلب حيرنا جميعًا، أدركنا لاحقًا أنه عثر على أكثر من طن من مادة TNT ، ولكن في ذلك الوقت لم نصدق الأمر، من يعتقد أنه سيكون هناك القنبلة تحت ملعب كرة القدم؟! "

بغض النظر عن نجاح الشرطة في إبطال القنبلة، فإن هناك حقيقة واحدة، وهي أن لاعبي فريق بورتلاند يونايتد اعتادوا اللعب أمتار قليلة فوق القنبلة لأكثر من 50 عامًا، وهو أمر لافت، ربما لم يحدث سوى مرة وحيدة عبر تاريخ كرة القدم.

عرض المحتوى حسب: