قرر الاتحاد الافريقي، في بيان رسمي، صادر عنه اليوم الثلاثاء، استكمال منافسات بطولتي دوري أبطال أفريقيا و كأس الكونفدرالية شهر شتنبر القادم، مع تعديل نظام المسابقتين، وذلك بإجراء مباراة واحدة فاصلة، عوض نظام الذهاب و الإياب.
ولم يحدد الاتحاد الأفريقي في بيانه مكان إجراء المباريات المتبقية من "العصبة" في وقت أشارت العديد من التقارير الإعلامية لكون دولة الكاميرون الأقرب لاستضافة ما تبقى من المنافسة.
ومباشرة بعد الإعلان عن القرار، تباينت ردود الأفعال بين مؤيد لإجراء مباريات النصف النهائي وفق النظام المقترح كسبا للوقت، وبين معارض له خوفًا من تأثيره القاسي على إحدى الفرق المنافسة، وحرمانه للأندية المصرية بشكل خاص من إمتياز الاستقبال في مباراة الإياب.
إقرأ أيضًا || حالة الوباء بالكاميرون وعرض الإمارات.. لماذا لم يحدّد الكاف ملاعب نصف نهائي ونهائي دوري أبطال أفريقيا
وكان قرار الاتحاد الأفريقي بمثابة برودة الصقيع لدى الجماهير المصرية التي أبدت تخوفها من مواجهة قطبي مدينة الدار البيضاء في مباراة فاصلة، وهو الأمر الذي لاقى ترحيبا من الجماهير المغربية ومناصري الرجاء والوداد بشكل خاص، معتبرين أن الأهم هو التتويج باللقب وليس الشكل الذي ستُجرى عليه المواجهات.
تخوف مصري .. وحسرة على ضياع امتياز الاستقبال بمباراة الإياب
شهد شهر مارس الماضي إجراء مقابلات الربع والتي تمخضت عن تأهل الزمالك لمواجهة الرجاء، وصعود الوداد للعب ضد الأهلي، وفق نظام يمنح امتياز الاستقبال في مقابلات الإياب للأندية المصرية.
لكن تفشي فيروس "كورونا" وتأجيل العديد من المسابقات الكروية العالمية دفع الاتحاد الأفريقي لتأجيل المسابقتين القاريتين لشهور عدة، قبل أن يعلن اليوم عن استكمالها بنظام معدل ستتواجه فيه الفرق المتنافسة في مباراة فاصلة وعلى أرض محايدة.
قرار "الكاف" لم ينزل بردًا وسلامًا على الجماهير والإعلاميين المصريين، إذ تعالت الأصوات المحتجة من بلاد "الفراعنة" معلنة عن حسرتها لضياع امتيازات كثيرة كانت بمثابة "الورقة الرابحة" للأندية المصرية على حساب نظيرتها المغربية.
ولعل ضياع أفضلية الإستقبال في مباراة الإياب كان أهم العوامل التي أزعجت المصريين، ودفعت بعضهم للشك في قدرة أنديتهم على تجاوز عقبة الرجاء والوداد، خاصة وأن عامل الضيافة يعتبر امتيازًا نفسيا وكرويا في عرف المواجهات الأفريقية.
إقرأ أيضًا || بعد قرار استكمال نصف نهائي دوري الأبطال بنظام مباراة واحدة.. التذمر والتخوف يخيّمان على الشارع الكروي المصري
"حتى أنا لست متفائلا بنظام المباراة الواحدة في نصف النهائي، هو قرار ظالم جدا للنادي الأهلي"، هكذا علق الإعلامي المصري، محمد سعيد على قرار "الكاف"، ناقلا في الوقت ذاته تخوف الإعلام والفاعل الكروي هناك من مواجهة الأندية الوطنية على أراضي محايدة.
وعلى نفس الدرب سار محمد بركات، نجم وكابتن النادي الأهلي الأسبق، حيث صرح لإحدى القنوات المصرية قائلا: "الكاف قرر إقامة نصف نهائي دوري الأبطال من مباراة واحدة في الكاميرون، نظام الذهاب والإياب أفضل للأندية المصرية لأنها تستفيد من دعم جماهيرها وهو امتياز لن يتوفر في الكاميرون"، ليؤكد بما لا شك فيه عن التخوف الذي دب في قرارة نفوس المصريين من إجراء لم يكن في الحسبان.
الرجاء والزمالك على أراض محايدة .. وصفير النسور يصدح بعبارة "نلعبوا عليها ونجيبوها"
على النقيض تماما، لم تبد الجماهير المغربية أي تخوف من قرار الكاف، بقدر ما شحذ النظام المعدل للمنافسة من همتهم ودفعهم لإشهار راية التحدي وترك الأقاويل الجانبية لاحقًا من أجل تشجيع أنديتهم على جلب تتويج آخر سيغني لا محالة رصيد الألقاب القارية الخاصة بالكرة الوطنية.
وعبّرت جماهير الرجاء عن قبولها للتحدي، مستحضرة العديد من الملاحم الكروية التي قادها "النسور" خارج الأراضي المغربية، ولعل أبرزها تحقيق لقب "العصبة الثالثة" على حساب الترجي من قلب ملعب "المنزه" بتونس، ووسط ظلم تحكيمي شهدت عليه القارة بأكملها.
وأكدت الجماهير الرجاوية أن فريقهم لن يواجه أي صعوبات في إزاحة "فرسان الزمالك" من عقبة النصف النهائي، والثأر من هزيمة نهائي نسخة 2002، والتي فرط فيها الرجاء لصالح الفريق المصري.
واستحضرت الجماهير الخضراء جميع الألقاب القارية التي جلبها النادي من الخارج، بدءا بلقب العصبة الأول الذي توج به الفريق من قلب الجزائر، مرورًا بلقب سنة 1999 الذي انتزعه رفاق عبد اللطيف جريندو من ملعب "المنزه"، وصولا للقب الكونفدرالية الذي حققه من أدغال كينشاسا الكونغولية، وانتهاءا بـ كأس السوبر الأفريقي الذي أضافه الفريق لخزينته بعد انتصاره على الترجي وسط العاصمة القطرية الدوحة.
وفي ردة فعل "حماسية" على القرار، قال أحد مناصري الرجاء: "نلعبو عليها ومن الكاميرون نجيبوها"، وأضاف آخر: "الرجاء متمرسة في اللعب خارج الميدان، على اللاعبين الدفاع عن القميص وتسطير أسمائهم من ذهب في سجلات التاريخ".
ويمني الأنصار الخضر أنفسهم بالبصم على نهاية سعيدة بتحقيق اللقب، خاصة وأن زملاء محسن متولي يمضون على موسم "تاريخي" سواء محليا بتنافسهم على اللقب، أو قاريا باقترابه من التاج الأفريقي، أو عربيا بعد وصوله للدور النصف النهائي.
الوداد يواجه الأهلي .. تفاؤل ودادي وطموح تكرار نهائي 2017
في الجهة المقابلة، يبدو أن الجماهير الودادية لم تعد تكترث للشكل الذي ستستكمل فيه المسابقة بعدما أضحى الفريق خلال السنوات الأخيرة منافسًا من العيار الثقيل، ومرشحًا فوق العادة للتويج باللقب.
اصطدام الأهلي بالوداد قبل أزمة "كورونا" لم يزحزح شيئا في مشاعر الثقة التي تكنها الجماهير الحمراء في أقدام لاعبيها نظرا لكون المنافس معروفًا لدى مناصري الفريق، كيف لا والأهلي كان ضحيةً لممثل كرة القدم الوطنية قبل ثلاثة مواسم بعد أن توج على حسابه بلقب "العصبة الأفريقية" عام 2017.
وأبدت الجماهير الودادية استعدادها التام لمواجهة الأهلي في مباراة فاصلة وعلى أراض محايدة، مؤمنة بتجربة لاعبيها وبحماسهم الكبير للفوز باللقب.
وعلّقت جماهير الوداد بشكل حماسي على مواجهة الأهلي فوق أراضي محايدة، حيث عبر أحد الماصرين عن شغفه بالقول: "بغاو حتى فالباراغواي مرحبا"، قبل أن يضيف آخر: "وين ما تروحي تلقاينا".
وسايرت الجماهير الحمراء نظيرتها الرجاوية في كون الفرق المغربية قد استفادت من قرار اللعب على شكل مباراة فاصلة وبأراضي محايدة، بعد أن حرمت الأندية المصرية من امتياز استقبال مباريات الإياب على ملاعبها، وهو ما يشكل ورقة رابحة في مواجهات الأندية الأفريقية.
يذكر أن الرجاء قد تأهل للدور النصف النهائي بعد إزاحته لمازيمبي الكونغولي، في حين بلغ الوداد الدور ذاته بعد الفوز على النجم الساحلي بهدفين مقابل هدف في مجموع المباراتين.