لم يمضِ تنزيل وتطبيق البروتوكول الصحي الذي أقرَّته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم دون أن تشوبه خروقات وتعتريه تجاوزات، حيث بدا ذلك جلياً في العديد من المباريات التي أعقبت استئناف النشاط الكروي بالمملكة، بعد توقف اضطراري لأربعة أشهر أمْلَته جائحة "كورونا".
وفي وقتٍ يستنفر فيه المغرب كافة مجهوداته وأدواته للتصدي لـ"ذروة الفيروس" حسب الأرقام والمعطيات الراهنة، يغض بعض الفاعلين الكرويين والمتدخلين الطّرف عن الترجمة السليمة للتوصيات الصادرة عن الجهاز الكروي الأعلى بالمغرب بتنسيق مع المصالح الطبية المختصة من أجل إنجاح ورش عودة المنافسات.
وانطوت الأجواء المُحيطة بمباراة شباب المحمدية وأولمبيك الدشيرة على مشاهد لافتة تضع "البروتوكول الصحي" محط تساؤل، إذ أظهرت الصور حضوراً كثيفاً للإداريين في المدرجات، دون احترام لمعايير السلامة والوقاية من طرف العديد منهم، من ارتداءٍ للكمامات وامتثالٍ لمبدأ التباعد الجسدي.
ورغم أن الأندية الوطنية مُلزمة بعدم تجاوز خمسة أفراد من إدارييها في المدرجات أثناء المقابلات، إلا أن ما تُوثِّقه الصور العائدة إلى مقابلة شباب المحمدية وأولمبيك الدشيرة يُثبت تواجداً يتعدَّى المسموح به للمسؤولين الإداريين خلال سيْر المباراة المندرجة ضمن الجولة الـ"27" من "البطولة الاحترافية – القسم الثاني".
وتطرح عملية "أجرأة" ما يحمله "البروتوكول الصحي" تساؤلات عديدة من طرف المهتمين والمتابعين، نظراً لتواتر المظاهر التي تشي بعدم الامتثال له، إذ يُضاف إلى امتلاء المنصات الشرفية للمدرجات بالإداريين، مُخالطة بعض اللاعبين لأفراد خارج المحيط الرياضي دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة.
ويربط العديدون تجاهل بعض الفاعلين الرياضيين لمعايير السلامة بالحالات الإيجابية التي أضحت تتناسل وتُسجَّل بارتفاع في صفوف الأندية الوطنية؛ وهو ما فرض تأجيل مجموعة من المباريات وأدى إلى ارتباك واضطراب برنامج وأجندة "البطولة الاحترافية" بقسميها الأول والثاني.
وكانت المقابلة التي دارت بين شباب المحمدية وأولمبيك الدشيرة، على أرضية ملعب "البشير"، قد ذهبت نتيجتها إلى الفريق السوسي بثلاثة أهداف لهدف، لتنتعش آماله في الصعود إلى "دوري الأضواء" ببلوغه النقطة الـ38 في المركز الخامس، مُقابل تجمّد رصيد فريق "مدينة الزهور" عند النقطة 44 في المرتبة الأولى.
