أحرز المنتخب الوطني المحلي كأس أمم افريقيا للاعبين المحليين "طوطال الكاميرون 2020" وسطَ تساؤلات حول القيمة المُضافة للمسابقة، وما إن كانت هذه الأخيرة ستُساهم في تجويد المنتوج الكروي الوطني وتعزيز رأسماله الرمزي والمعنوي بين دول القارة السمراء، وذلك بعد تحصينه اللقب للنسخة الثانية على التوالي.
ورغم الحصيلة الإيجابية التي وقَّع عليها رجال المدرب الحسين عموتة على امتداد مجريات المنافسة، إلاَّ أن الكثيرين أبدوا تحفُّظهم إزاء وزن وقيمة مسابقة "الشّان"، مُعتبرين أنها ليست معياراً حقيقياً ومقياساً يُعبِّر عن موازين القوى داخل الكرة الأفريقية.
وفضَّلت بعض المنتخبات الوازنة عدم المشاركة في التصفيات المؤهلة لـ"الشّان"، على غرار المنتخب المصري، الذي آثر الحفاظ على نسق مُنتظم للمسابقات المحلية من دوري وكأس مصر على أن يخوض كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين وتتأثر أجندته الكروية على المستوى الوطني.
ويستند المتابعون الذين يؤاخذون على المنتخب الوطني مشاركته في المسابقة إلى عدم استفادة الكرة المغربية من التتويج بلقب نسخة 2018، إذ لم تُثمر لاعبين كُثر طعَّموا المنتخب الأول، باستثناء أيوب الكعبي، الذي انحدر في حسابات الناخب الوطني أنذاك، هيرفي رونار، بعد نهائيات كأس العالم 2018.
ويرى العديدون أن الحضور في منافسة من هذه الطِّينة مُجرّد إهدارٍ للمال واستنزاف الطاقات البشرية للأندية الوطنية، في ظل توقف البطولة الاحترافية - القسم الأول "إنوي" لأكثر من 40 يوماً، قصد إفساح المجال للمنتخب المحلي كي يخوض هذه التظاهرة القارية.
واختار المدرب الحسين عموتة الاستعانة بأسماء مُجرّبة في مسابقة "الشّان"، بدل الاعتماد على لاعبين شباب وصاعدين تُقدّم لهم الفرصة للتألق، حتى يُمهَّد لهم الطريق نحو المنتخب الأول؛ وهو المبدأ الذي روَّجه مسؤولو جامعة الكرة والطاقم الفني للمحليين في السنتيْن الأخيرتيْن.
وأكَّد مجموعة من المهتمين أن المردود الفني لكأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين اتسم بالضُّعف والتواضع، وهو ما يضع محط تساؤل وَزْن التتويج القاري لـ"الأسود المحلية" بلقب "الشّان" للمرة الثانية على التوالي.