تواصل صحيفة "البطولة" نشر الأجزاء المتعلقة بالحوار الحصري الذي أجرته مع رومان غانم سايس، قائد المنتخب الوطني المغربي. وتحدّث صاحب الـ31 سنة في هذا الفصل عن الأجواء السائدة داخل "أسود الأطلس" وكذلك مهمة ارتداء شارة القيادة التي أسندها إليها المدرب وحيد خليلوزيتش، بعد اعتزال الثنائي المهدي بنعطية ومبارك بوصوفة دولياً.
وقال صمّام أمان وولفرهامبتون واندررز الإنجليزي، إن عائق التواصل غير حاضر داخل المنتخب المغربي رغم اختلاف اللغات التي يتحدث بها اللاعبون، إذ أشار إلى أن بعض الأسماء وأعضاء الطاقم التقني يضطلعون بمهمة الترجمة الفورية لما يقوله المدرب، لافتاً إلى أن المجموعة تعيش في وئام ولا تشهد أي تكتلات أو تيارات.
ذات المتحدث، أشاد بلاعبين مثل أشرف حكيمي وياسين بونو ويوسف النصيري وقيمتهم على الصعيد الأوروبي وكذلك دورهم المحوري رفقة "الأسود"، مبرزا كذلك الإمكانيات التي يتوفر عليها حكيم زياش والخبرة التي اكتسبها مع المنتخب المغربي، حيث شدّد على ضرورة تحمّل هذا الأخير لمهمة خلافة الأسماء التي اعتزلت من حيث القيادة.
وفيما يلي الجزء الثاني من حوار صحيفة "البطولة" مع الدولي المغربي سايس:
البطولة: كان لك شرف حمل القميص الوطني لأول مرة في نونبر سنة 2012، وفي المباريات الأخيرة أصبحت تحمل شارة القيادة، ماذا يُمثِّل لك هذا الأمر؟ هل كنت فعلاً تنتظر خلافة المهدي بنعطية الذي كنت مرتبطاً به دائماً؟
سايس: كما أسلفتم القول، وقَّعت على بدايتي مع المنتخب الوطني سنة 2012، وبعد ذلك لم أحظَ بدعوة الحضور في مبارياته ومعسكراته لقرابة أربع سنوات. لم أستسلم أبداً وقدَّمت على الدوام كل ما لدي حتى أكون فعالاً وبأداءٍ ممتاز مع فريقي لأحصل من جديد على فرصة الالتحاق بالمنتخب الوطني. وذلك ما حدث بعد أربع سنوات مع المدرب هيرفي رونار، ورغم أن الانتظار طالَ، لكن كما يقولون، أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي، ومنذ ذلك الحين، لم أغب عن "أسود الأطلس" منذ ذلك الحين وكنت دوما فخوراً بحمل القميص الأحمر والأخضر، وأنا كذلك كلي اعتزاز بارتداء شارة القيادة داخل هذه المجموعة.
بالتأكيد، إن ذلك يُشكّل لي الكثير وكذلك بالنسبة لأقربائي الذين يملؤهم الفخر، لكن لا يجب تجاهل المسؤولية التي تُلقيها عليك شارة العمادة، كان لي الحظ بأنني كنت قريباً من المهدي، وقد اكتسبت منه الكثير، ليس من الناحية الكروية فقط، بل كذلك من حيث القيادة والمسؤوليات داخل الفريق. المنتخب الوطني كان يملك لاعبين كثر هم قادة بالفطرة، أستحضر بنعطية ومبارك بوصوفة وكريم الأحمدي وحتى مانويل دا كوستا. كان لدينا مجموعة من العناصر الذين يزخرون بالتجربة وكانت لهم القيادة في الروح. للأسف، كل هؤلاء اللاعبين أوقفوا مسارهم الدولي في نفس الوقت، مما جعلنا نجد أنفسنا خاليين من الركائز الأساسية. أدري أن المسألة صعبة في أحياناً لأن البعض ليس من طبيعتهم أن يكونوا قادة ودعامات، إنهم لاعبون مثاليون على أرضية الملعب، بسلوك جيد خارج الميدان أيضاً، لكنهم ليسوا من الطينة التي ستتحدث حينما يستوجب الأمر ذلك. إنها أمور تقع لأنه لا يمكننا اللعب بنفس العناصر على الدوام، المهمة مُلقاة على عاتقنا إذن لأخذ المشعل كوننا قادة ودفع الفريق إلى الأعلى، لأنه بوسعنا تحقيق إنجازات جميلة في المستقبل.
البطولة: تماما، أغلب لاعبي المنتخب الوطني القادة الذين تتجاوز أعمارهم 30 سنة وضعوا حدّاً لمشوارهم مع نهاية كأس أمم أفريقيا 2019، لكن كيف ترى تطور المنتخب الوطني؟ هل يمكن اعتبارك رفقة عادل تاعرابت القائديْن الجديديْن ونائبيْ المدرب داخل هذه المجموعة التي تجدّدت؟
سايس: بالإضافة إلى خبرتهم مع أنديتهم والمنتخب الوطني، هناك الكثير من اللاعبين الذين عليهم أن يصبحوا ركائز أساسية، لا نطلب منهم بالضرورة أن يصيروا قادة بالقول، لكن كذلك بسلوكهم خارج الملعب بأن يكونوا مُحترفين ويرسموا قيماً جميلة حتى يُقدموا المثل للناشئة. ثمة كذلك لاعبون شباب لكنهم يملكون تاريخاً وسجِّلاّ من الواقع المُعاش، وأذكر هنا أشرف حكيمي وحكيم زياش ويوسف النصيري، فضلاً عن أسماء مثل عادل تاعرابت ويوسف العربي وياسين بونو ومنير المحمدي الذين يتوفرون على التجربة أيضاً.
اليوم، حينما تتحدث عن المغرب، تُفكّر رأساً ومباشرةً في أشرف حكيمي وحكيم زياش ويوسف النصيري وكذلك ياسين بونو، عندما يأتي لاعب للمرة الأولى إلى المنتخب الوطني، يُشاهد هؤلاء اللاعبين وكذلك أنا بصفتي قائداً ويرى سلوكنا في الحصص التدريبية والمباريات. يُدرك أننا لاعبين من المستوى العالي, لمّا نتواجد في المنتخب، نُلزَم بأن نُقدّم مردوداً مميزا وأن نكون محترفين. بهذا الشكّل ترفع المجموعة إلى الأعلى، الجدوى تغيب عندما تتابع لاعبين لا يقومون بأي شيء سوى التحدث وفي أرضية الملعب لا يُظهرون أي شيء. بالطبع، من المهم امتلاك أسماء لديها القدرة على أخذ الكلمة داخل المجموعة، لكن يجب كذلك التوفر على قادة داخل الملعب يُقدّمون المثل، هكذا علينا أن نكون في أي معسكر إعدادي.
البطولة: ما هي ميزات وصفات قائد جيد بالنسبة لك؟ كيف تُحاول التأقلم مع هذا الدور الجديد رفقة المنتخب الوطني وما هو أسلوبك في هذا الجانب؟
سايس: بالطبع، حينما تكون عميداً، فأنت مُحاط بمسؤوليات كبرى، تضطلع بدور الوسيط بين المدرب وبقية المجموعة، وتحاول تأمين مرور كل شيء بسلاسة وانسيابية. ما إن يقع أي إشكال، فإنني أسارع إلى تسويته دون تأخر. علاوة على ذلك، فأنا مُلزم بتأدية مهمة الرابط بين اللاعبين خاصة أن الجميع لا يتحدث باللغة الفرنسية، خاصة لاعبين أساسيين. الأمر الجوهري هو إرساء مجموعة متماسكة بيننا حتى يحدث كل شيء بشكل جيد ويعيش الجميع في انسجام ووئام سواء داخل الملعب أو خارجه، وحتى يستطيع كل لاعب تقاسم لحظاته مع أي زميل آخر له بدون تواجد أي تكتلات أو تيارات. من الطبيعي أن تكون لديك روابط أمتن مع لاعبين أكثر من آخرين، إنه أمر عام يقع في المنتخبات والأندية، لكن هذا لا يمنع من التفاهم مع الجميع وقضاء وقت ممتع مع كافة العناصر، كل هذه الأشياء مهمة للغاية داخل المجموعة.
بعد ذلك، بصفتك قائداً، عليك أن ترسم المثال داخل وخارج الملعب، حينما لا تمضي الأشياء كما عليها أن تسير، ينبغي أن تُظهر صرامتك قليلاً، ولما يكون الوضع مُخالف، يجب عليك أن تكون إيجابياً، لأنه إذا أبديت شكواك أمام الأشخاص بشكل متواصل، لا أعتقد أن ذلك سيجعلهم أفضل، عليك بالتالي الاهتداء إلى الأداة المثالية والمتوازنة لرفع المجموعة إلى الأعلى من أجل تحقيق نتائج وإنجازات جيدة، بعد ذلك، كما قلت لك، عرفت المهدي بنعطية في المنتخب الوطني كعميد، فضلاً عن كونه لاعباً كبيراً، هو شخص يُنصَت إليه بدقة من طرف بقية المجموعة والكل ينخرط في خطاباته. شخصياً، لطالما قلت بأنه يمكننا التفوه وتبادل أي شيء داخل الملعب لكن بالحفاظ على لباقتنا، لا يمكننا تبادل الشتائم في أي حال من الأحوال، لكن إذا استدعى الأمر الصراخ على بعضنا البعض وقول الأشياء، يجب فعلها ما دامت تخدم المنتخب الوطني.
ليس لدي الرغبة في أن أكون لاعباً مُختلفاً عما أنا عليه اليوم، أنا القائد، وأريد الاستمرار بكوني اللاعب الحالي، لكن مع المسؤولية الملقاة على عاتقي، فأنا أمام ضرورة استخلاص أقصى ما يمكن من المجموعة والتواصل مع جميع اللاعبين حتى نكون على وعي بما ينتظرنا وخاصة ما يمكننا القيام به وإنجازه. نُدرك جيداً أننا نتوفر على المؤهلات التي تتيح لنا إنجاز أشياء كبرى، لكننا لن ننجح في هذه المهمة إلا إذا كنا أفراد متماسكين ومنسجمين، بخلاف ذلك، بوسعك التوفر على أفضل اللاعبين في العالم، وإذا لم تكن الأمور بينهم تسير بشكل جيد، لن تبلغ أي هدف ترسمه أمامك.
البطولة: خلال آخر مقابلتيْن خاصة تلك التي جمعتكم بموريتانيا، شاهدنا أنك تحمّلت مسؤوليتك كقائد وأنت تصرخ غير ما مرة على زملائك الذين يسحبون أقدامهم لحثِّهم على الرفع من درجة اندفاعهم وقتاليتهم لتسجيل حضورهم في الثنائيات والتقاط الكرات الثانية إضافة إلى لعب كرة أسرع من حيث التحولات إلى الأمام...
سايس: بالنسبة لهذه المباراة، وصلنا إلى هناك ونحن نُدرك أننا مؤهلين ونحتاج فقط إلى نقطة واحدة لإنهاء التصفيات في الصدارة. أما فيما يتعلق بجودة أرضية الملعب، بكل صدق، إنه ليس ميدانا للعب مباراة كرة قدم في 2021. إضافة إلى أن الظروف المناخية لم تساعد على تقديم كرة جميلة، أتفهَّم أحياناً أن الحضور في مثل هذه المقابلات يبدو صعباً، خاصة خارج الديار وللأسباب التي ذكرتها سلفاً، لكن هذا لا يمنع من حتمية بذل كل ما لديك وإنجاز المهام بالشكل الأمثل كلما وطأت قدماك رقعة الميدان، لأن هذه الظروف وجميع ما يُحيط بها تُشكّل جزءاً من اللعبة. وبذلك، لما تلج إلى أرض الوطن ستقول لنفسك بأنك لم تُسافر للاشيء بل نجحت في تخطي العقبات للظفر بالنقاط الثلاث.
من جانب آخر، لا ينبغي علينا أن ننتظر من أنفسنا التوقيع على مستويات مثل البرازيل أو كداخل الديار، لكن الأهم هو ضرورة إخراج كل ما لدينا من أجل انتزاع الفوز في آخر المطاف. يجدر القول بأنه لا يمكنك التلاعب والغش في أفريقيا خاصة بعيداً عن بلدك، قوة الإرادة والانخراط هما من يُحدثان الفارق، يجب كذلك كسب النزالات الثنائية، بعد ذلك، تُدرك أنه بإمكانك إحداث الفارق بالمؤهلات الفنية التي يتوفر عليها لاعبو منتخبك، لكن إذا لم تكن لك قابلية للانخراط في الالتحامات وإذا لم تكن مستعدا ذهنيا، لن تحقق أي شيء، مهما كانت قيمة ووزن الخصم.
هناك لحظات يجب أن تدري فيها كيف تؤطر زملائك دون أن تكون خشناً، مثلا في مباراة موريتانيا، المتابعون شاهدوا كيف أن المنافس دفعنا إلى التراجع نحو منطقتنا، ينبغي الإشارة كذلك إلى أنه أُتيحت لنا فرصتيْن أو ثلاث كان بإمكاننا استثمارها والعودة بالنقاط الثلاث. مثل هذه المقابلات يجب أن تمتلك فيها ثقافة الانتصار، مهما كانت صعوبات المواجهة، لأن ذلك مهم أيضا في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم. الفوز هو امتياز وأمر إيجابي، ليس مملوكا للجميع، نحن الآن ملزمون بالتوفر على الجاهزية الذهنية لمباريات من هذا القبيل من أجل الوصول إلى كأس أفريقيا وتصفيات كأس العالم بفكرة وإحساس قائميْن على قدرتنا على دهس الجميع، بغض النظر عن قيمة الخصم، فأرضية الملعب هي الفيصل في جميع الأحوال.
البطولة: ما هي الخلاصة التي بإمكانكم الخروج منها بعد تصفيات كأس أمم أفريقيا؟ هل الطاقم الفني راضٍ عن المردود المُقدّم في المقابلتيْن الأخيرتيْن؟
سايس: حينما تضع تقريرا لهذه الحملة القارية، تقف على تأهلك إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا وأنت في صدارة المجموعة. لقد أحرزنا عشرة أهداف في ست مباريات ولم نستقبل سوى هدف واحد. أنهينا الإقصائيات كذلك كأفضل خط دفاع، لم ننهزم في أي لقاء، الأرقام والإحصائيات المُسجّلة إيجابية وجيدة. من زاوية أخرى، كان بوسعنا أن نكون أكثر فعالية ونجاعة، لأن ثمة أشياء يجب الاشتغال عليها وتحسينها. غير أنه يجب الأخذ في عين الاعتبار بأن هذه المنافسات أُقيمت في ظروف خاصة ومدة زمنية طويلة بسبب جائحة "كورونا"، كان هناك توقف استمر لسنة كاملة. المدرب اختبر مجموعة من اللاعبين، ذلك أنه لم يكن أمامه أي خيار، لاعبون أُصيبوا بفيروس "كورونا" وآخرون تعرضوا للإصابة. كنا نعلم أن بعض الأمور لن تسير بالشكل المثالي حينما نرى منتخبات يُجاور لاعبوها بعضهم البعض لحيز زمني شاسع، كما أن تشكيلتها الأساسية تظل معروفة. أما نحن، فقد كنا في مرحلة إعادة البناء، لكننا أنجزنا المهمة رغم كل شيء. بالطبع، قياسا إلى الأسماء التي نمتلكها، كنا قادرين على تحقيق أشياء أفضل بكثير، لا أحد بإمكانه نفي ذلك. الأشياء الجدية تقترب بإقصائيات كأس العالم ونهائيات كأس أمم أفريقيا بعد ذلك.
ليس لدينا خيار لنقول بأنه كان بإمكاننا فعل الأفضل في المستقبل، يجب علينا أن نكون مستعدين لمقابلتيْ شهر يونيو القادم وبذل نسبة 200 في المئة من مجهوداتنا. جميع المغاربة يطمحون إلى رؤية المنتخب الوطني مجددا في نهائيات كأس العالم، ونحن اللاعبون أول من يتطلع إلى ذلك. نحن أمام حتمية تحمل مسؤولياتنا والقيام بكل ما يلزم للعبور إلى مونديال قطر سنة 2022.
البطولة: هل يضطلع أفراد الطاقم التقني بمهمة ترجمة خطابات المدرب للاعبين الذين لا يتحدثون اللغة الفرنسية؟ هل تنصهرون مع أفكاره وتعتقدون بأنها تُنزّل من طرف اللاعبين؟
سايس: كل ما يقوله المدرب يُترجم في نفس الوقت من طرف أعضاء الطاقم التقني أو اللاعبين، أقوم بنفسي بالترجمة إلى اللغة الإنجليزية لأولئك الذين يتحدثون هذه اللغة، وهناك لاعبون يترجمون خطاباته للعربية أو الإسبانية. ليس ثمة أي إشكال في هذا الجانب والجميع يفهم ما يطلبه المدرب في كل مرة. لقد أتى بفلسفة مُختلفة ومغايرة عن سلفه هيرفي رونار، بالطبع، فالأمر يتطلب بعض الوقت والتأقلم، لأنهما وضعان مختلفان. إنه يعتمد أسلوبا هجومياً وأعتقد أن كل مناصر سيكون سعيدا برؤية المنتخب الوطني يؤدي كرة ملفتة للانتباه. أمامنا الكثير من العمل، لكن ما إن يُطبّق كل شيء بمثالية، حتى نرى أن المجموعة قادرة على تحقيق أشياء كبرى، خاصة بالاستناد إلى إمكانيات اللاعبين الفنية. إذا لم نسجل حضورنا ذهنياً، فلن نذهب بعيداً. لذلك ينبغي علينا أن نكون أكثر فعالية على أرضية الملعب دفاعيا وهجوميا لبلوغ إنجازات جميلة. من المهم مراكمة الانتصارات لأنها تسمح لك باكتساب الثقة والتجربة.
البطولة: كيف تجدون الأجواء السائدة داخل المجموعة؟
سايس: الأجواء بالفعل جيدة للغاية، هناك لاعبون سبق لهم التواجد هنا، وآخرون التحقوا حديثا، وكذلك أسماء انضمت لتوها. المجموعة تعيش في وئام وكافة أفرادها يتحدثون إلى بعضهمم البعض. ثمة انسجام سواء بين اللاعبين الممارسين في فرنسا أو إنجلترا أو في البطولة الاحترافية المغربية. ليس هناك أي تكتلات أو فوارق بيننا، لأنه في الأساس، نحن جميعا مغاربة. سواء كنا نزاول في أوروبا أو الصين، فحين نأتي إلى المنتخب الوطني الكل يكون على قدم المساواة ويدافع عن نفس العلم. من المهم أن يكون بين اللاعبين رباطٌ قوي يتقوى مع تعاقب المعسكرات الإعدادية. عندما تتواجد خارج أرضية الملعب، فأنت مُطالب بالاتحاد مع جميع أفراد النخبة الوطنية، وذلك ينعكس تلقائيا على رقعة الميدان. الجماهير تلاحظ ذلك وتقف على حقيقة المجهودات المبذولة لتمتين الآواصر بين اللاعبين.
البطولة: بناء على صور التداريب ومعسكرات المنتخب الوطني، نلاحظ أنك قريب للغاية من حكيم زياش...
سايس: لقد كنت قريبا منه قبل ذلك، والآن بشكل أكبر، خاصة أننا نُمارس في الدوري الإنجليزي الممتاز سويا. لاعبون من طينته، ومن طينة ياسين بونو ويوسف العربي ومنير المحمدي أو أنا، تُلقى علينا مسؤولية تصدير رسالة إيجابية لباقي الأسماء. المدرب يناديني أو ينادي زياش حينما يُريد بعث رسالة إلى المجموعة. إنه عنصر أساسي ومحوري سواء داخل الملعب أو خارجه، وأعتقد أنه اليوم عليه أن يكون قائداً كذلك. بشكل طبيعي، عليه أن يأخذ المشعل من كل اللاعبين الذين رحلوا، إنه معروف في أوروبا بصفته لاعبا جيداً. من المهم التوفر على لاعبين يشكلون النواة ويملكون التجربة لرفع المنتخب الوطني إلى الأعلى. لا يمكننا طلب هذا الأمر من لاعب قدم لتوه ولم يخض سوى مواجهتيْن، من جهة أخرى، زياش لاعب أُقدّره كثيراً.