رفع النجم طارق خبابز، راية المغرب عاليا، قبل أسبوعين، بعد أن أصبح بطل العالم في وزن خفيف الثقيل (95 كلغ)، في رياضة "الكيك بوكسينغ"، بعد فوزه في النزال ضد السورينامي "دونيجي أبينا"، في أمسية "غلوري-Glory".
وعقب هذا الإنجاز، فإن خبابز أجرى حوارا مع صحيفة "البطولة"، مؤكدا فخره بتمثيل المغرب ورفع رايته، حيث أصبح أول مقاتل وُلد في المملكة المغربية، يفوز بحزام "الغلوري".
* من هو طارق خبابز؟: "وُلدت في المغرب بمدينة الرباط، وحاليا عائلتي موجودة في القرية بمدينة سلا. حين كنت أبلغ من العمر 7 أو 8 سنوات، سافرنا إلى هولندا، بحكم ظروف عمل والدي. إلتحقت بالمدرسة، وفي نفس الوقت، كنت ألعب كرة القدم والكيك بوكسينغ. والدتنا كانت تشتغل عدة ساعات، لتعيل 6 أطفال، وكنا نعيش في الفقر، بعد أن عاد والدي إلى المغرب. حين أكملت 14 سنة، قررت التركيز على الكيك بوكسينغ، ولكن بعد وقت قصير، فكرت في التوقف، لعدم توفري على المال الكافي، لدفع ثمن الاشتراك الشهري في مركز التداريب، أو شراء المعدات الخاصة بهذه الرياضة. في هذه اللحظة، أخبرت مدربي بأنني سأتوقف، وشرحت له وضعيتي، وحينها أكد لي أنه هو من سيتكفل بكل شيء. لن أنسى خير هذا الرجل".
* ما هي الصعوبات التي واجهتها قبل أن تصبح بطلا؟: "إلى غاية 26 سنة، وأنا ألعب دون الحصول على مال كافي. كنت أحيانا أخوض نزالا، للحصول على 100 يورو (1000 درهم مغربي). طريق هذه الرياضة صعب للغاية، وليس كما يتخيله البعض. بفضل الثقة في النفس والعمل الجاد، بنية مساعدة والدتي، كل هذه عوامل كانت تشكل حافزا لأستمر وعدم الاستسلام. كثيرون كانوا يقولون لي لن تحقق أهدافك".
* كيف جاء انضمامك لمنظمة GLORY: "في البداية، كان لدي عقد مع 'One Championship' وبعد عدة نزالات، عرضت علي غلوري عقدا، والحمد لله كان أفضل، ووقعت معهم لمدة 4 سنوات منذ 2020، والآن سنتفاوض من أجل دراسة عرض جديد. أنا أول مغربي وُلد في المغرب، يفوز بحزام غلوري. رسالتي للجميع، هي أن الله هو الرزاق، ومن يعمل يجني دائما الثمار، وأنا سعيد، لأنني والحمد لله، وصلت لما كنت أطمح إليه".
* ماهو السر وراء تألق المغاربة في الكيك بوكسينغ؟: "الدم المغربي هو السر. إرتباطنا بالبلد وحبنا له، يجعلنا نقاتل من أجل تشريف الراية. أنا أقولها دائما، رغبتي هي العودة للاستقرار في المغرب مستقبلا. رغم أنني ترعرعت في هولندا، ولكن حين أذهب إلى المغرب أشعر براحة كبيرة، وهدفي دائما هو تشريف البلد ورفع الراية عاليا. المغربي يعرف أصله ومن أين أتى، حيث تجده عاش الفقر والصعوبات، لذلك يعطي كل ما لديه لاستغلال الفرصة عندما تتاح إليه".
* لماذا اخترت اللعب للمغرب وليس هولندا؟: "بزاف ديال الناس كيقولو ليا هولندا رباتك وعطاتك بزاف، علاش ختاريتي المغرب؟ صحيح أشكر هولندا لأنها منحتني الفرصة لكي أحقق ما وصلت إليه الآن، ولكن أصلي ودمي مغربي، وعلاقتي بالمغرب كبيرة جدا، حيث أنه لا المال ولا أي شيء آخر يمكنه تغيير هذا الشعور. أنا أقاتل من أجل رفع الراية عاليا... حين أذهب إلى المغرب والمغاربة يستقبلونني، هذا يجعلني أشعر بإحساس لا يوصف. كلما أتقدم في السن كلما حبي للمغرب يزداد".
* تحدث لنا عن ريكو، الذي واجهته في عام 2021: "لقد لعبت ضده، وخسرت بعد أن تعرضت لإصابة في يدي. ريكو رياضي حقيقي، وإنسان خلوق. حاليا ألعب في وزن 'خفيف الثقيل'، ولكن بصفتي بطل العالم في وزني، فإنه يمكنني اختيار الخصم الذي أريجده، وإن شاء الله سأعمل وأتدرب بشكل كبير لمواجهة ريكو مستقبلا".
* بدر هاري واحد من النجوم الذين تألقوا في الكيك بوكسينغ، تحدث لنا عنه: "بدر هاري هو الذي جعل رياضة الكيك بوكسينغ مشهورة في المغرب والعالم، ومن يقول لم أكن أشاهد بدر هاري فهو كاذب. الكل كان يشاهده، الكثير من المرات تدربت معه، وكنت أبقى في الليل بدون نوم، لمشاهدة نزالات بدر هاري. كنت أقول لنفسي "إن شاء الله لن أتوقف حتى أصل لمستواه"، وها أنا اليوم بطل العالم في وزني، وصاحب الحزام".
* وماذا عن جمال بن صديق؟: "المغاربة الذين يرفعون راية المغرب دائما نفتخر بهم، وبن صديق واحد منهم. إنه إنسان خلوق، وحاليا أتمنى له الشفاء العاجل، وإن شاء الله نشاهده في القريب العاجل ينافس في الغلوري".
* كيف توازن بين العبادة والرياضة في شهر رمضان المبارك: "خلال هذا الشهر، أحاول التركيز على العبادة أكثر، مع الحفاظ على صلواتي. الحمد لله، هذا أول شهر رمضان الذي يصل، وأنا غير متبوع بإجراء نزال في الأسابيع التي تليه، حيث خضت نزالي قبل يوم من حلول الشهر المبارك. حاليا لدي إصابة خفيفة، تلزمها بعض الراحة، ثم بعد أسبوع تقريبا، سأعود للعمل إن شاء الله".
* هل تفكر في خوض نزال في المغرب؟: "حلمي هو اللعب في المغرب، وقد أخبرت غلوري بأنني أريد تحقيق هذا المبتغى، لأنني أريد العودة إلى بلدي".
