المغرب
جاء المشهد عفويا ليُثبت بغير نِية أصالة وتربية المغاربة واعتزازهم بعروبتهم وأخوتهم مع كل الأشقاء في الوطن العربي.
وبالحديث عن العروبة، لا ينكر مكانة مصر الريادية تاريخيا إلا جاحد، والعلاقة بين المغرب ومصر ممتدة منذ قرون، بروابط أخوية صادقة في عدد من المجالات، روابط لا تؤثر عليها نتائج مباريات كرة القدم قطعا.
لا يمكن لهذه الروابط أن تندثر بسبب غضبة أو صرخة أو صفعة حتى، بل يشاء الله أن يُثبت صدقها في رفعة وحملٍ على الأكتاف وعناق عفوي صريح، تماما كعناق روحين تعرف بعضهما البعض منذ الأزل، وليس جسدين يحملهما دونغا والبحيري كما أظهرت الكاميرات.
كل ما سبق يؤكد أواصر الترابط بين هنا وهناك، وردة فعل الزمالك كمؤسسة رياضية وأفراد وإعلام، أكدت شهامة وتقدير الأشقاء بمصر كما عهدنا، ليبقى السؤال مطروحا بحق؟
لماذا ستُستثنى القاعدة مع الشحات؟
الشحات لم يصفع لاعبا في لحظة غضب، بل أهان مغتربا جاء لوطنه الثاني ومارس سلطويته عليه.
أيعجبكم موقف البحيري ولا يعجبكم تظلم الشيبي؟
ماذا لو غيرنا الأماكن، هل سنطالب المظلوم بالصمت والكف عن مطالبته بحقه فقط؟
هل تعلمون ماذا تغير في الشيبي نفسيا ومهنيا بعد تلك الواقعة؟
لا نأكل الثوم بفم أي أحد، ولن نتحدث عن خطأ الصفحة الرسمية يا أهلي المبادئ ونادي القرن، لكن أليس فيكم رجل رشيد؟
أليس فيكم صادح بالحق يعترف بجسامة الموقف ويصلح ما يمكن إصلاحه بدل النظر من فوق والتعالي والأمر؟
هل شاهدتم يوما قلباً مال بالقسوة؟ هل شاهدتم لاعبا في البراري يأكل أخاه؟
شاهدنا الإثنين، شاهدنا ناديا يأمر قلبا أن ينكسر بالقسوة، وشاهدنا لاعبا أكل أخاه بصفعة..
فبين البحيري والشيبي لقطتين عفويتين، وفي الأعراف لا نشترط على الضيوف، إما أن يأخذونا جُملة أو يتركونا جُملة، وأنتم يا أهل الكرم أخذتم الشطر الأول، وكلنا ثقة في القضاء والعدالة المصرية بأنها ستأخذ الشطر الثاني وتنتصر للحق، أيا كان الظالم، سواء الشيبي أو دونغا أو البحيري أو الشحات، هكذا تعوّدنا منكم يا إخوة الحق.
دمتم سالمين.
