أجرى النجم البرازيلي كاسيميرو، حوارا مع صحيفة "آس" الإسبانية، وفيه تطرق للعديد من المواضيع، أبرزها "قيم" ريال مدريد، وتأثيرها على باقي الخصوم الذين يلعبون ضد الفريق.

* كيف عشت "ريمونتادا" ريال مدريد ضد مانشستر سيتي الأخيرة (2-3)؟

لم أتفاجأ. ريال مدريد يفعل ذلك دائمًا، والجميع يعرف تاريخ هذا الفريق وما يمكنه تحقيقه. الفريق يقاتل حتى اللحظة الأخيرة ولا يستسلم أبدًا. حتى عندما كانوا متأخرين 2-1، كنت واثقًا أن كل شيء ما زال ممكنًا. رغم أن الخصم هو السيتي ومدرب كبير مثل غوارديولا، إلا أنهم فعلوها. آمل أن يتأهلوا إلى ثمن النهائي.

* ريال مدريد فاز بـ 5 بطولات دوري الأبطال، ورغم رحيل عدة أساطير، يستمر الفريق في حصد الألقاب. ما السر الذي يجعل الفريق "شبه" لا يُقهر في هذه البطولة؟

عندما تكون داخل النادي ثم تغادره، كما حدث معي، تبدأ في البحث عن تفسير لكل ما عشته. السر الأكبر هو أن ريال مدريد يُعِدّ لاعبيه بشكل خاص. لدى النادي أعمدة راسخة من القيم التي يزرعها في لاعبيه. عندما وصلت، كان هناك كريستيانو، سيرجيو راموس، كاسياس... لاعبون يمثلون هوية النادي. بعدهم، جاء دور كاسيميرو، مودريتش، وكروس... ثم ظهر جيل جديد مثل فينيسيوس، فالفيردي، ورودريغو... القيم الأساسية للنادي ثابتة. حتى الرئيس ينقل هذه القيم بنفسه للاعبين. عندما تنضم إلى ريال مدريد، تلاحظ ذلك وتتشبع به. تعرف تمامًا من يجب أن تقتدي به. فينيسيوس احتاج إلى 5 سنوات ليصل إلى مكانته الحالية كأحد أفضل اللاعبين في العالم. لكن ريال مدريد عرف كيف يُعِدّه لذلك.

* مبابي احتاج لبعض الوقت
نعم، ولكنه الآن لاعب ثابت المستوى وسيمنحك 40 هدفًا في الموسم. اللاعبون الشباب مثل رودريغو، ميليتاو، وفالفيردي، الذي أقدره كثيرًا لأسلوبه في اللعب وتفانيه، يعرفون كيف ينتظرون فرصتهم. في النهاية، يحصلون عليها دائمًا. تأقلم الشباب يكون أسهل بوجود اللاعبين المخضرمين الذين يشرحون لهم كيف تسير الأمور في هذا النادي.

* لنتحدث مجددًا عن مباراة الإياب هذا الأربعاء في البرنابيو. ما السر في هذا الملعب الذي يجعله مسرحًا للمعجزات واللحظات المدهشة؟

عندما تصل إلى مدريد، تدرك أنك في أفضل نادٍ في العالم. وعندما ترتدي قميص الريال لأول مرة، ترى حلمك يتحقق أمام عينيك. في هذا النادي، قد تكون متصدرًا وتفوز بالمباراة، لكن الجماهير تريد دائما المزيد. السر يكمن في أن ريال مدريد وُجد ليحقق الانتصارات. تنتصر، ثم تركز على المباراة التالية. لا تتحدث عن الماضي. يُربّونك على ثقافة الفوز. في ريال مدريد، كل شيء يتمحور حول قيمة واحدة: الانتصار.

* النادي فاز بدوري الأبطال 15 مرة، والكثيرون يتحدثون الآن عن ضرورة الفوز باللقب الـ16؟

سأخبرك بشيء لم أذكره من قبل. بعد نهائي ميلانو ضد أتلتيكو مدريد، الذي فزنا فيه بركلات الترجيح، كنا نحتفل في غرفة الملابس بلقبنا الحادي عشر. فجأة، تقدم لوكا مودريتش إلينا وقال بهدوء: "يا أصدقاء، علينا أن نفوز بلقبين آخرين الآن". ضحكنا وقلنا له: "لوكا، لقد فزنا باثنين تقريبًا على التوالي منذ لشبونة". لكنه رد قائلاً: "لا، لا. مع هذا الفريق الرائع، علينا أن نستغل الفرصة وندخل التاريخ بالفوز بلقبين متتاليين على الأقل". بالفعل، فزنا بالثاني عشر في كارديف والثالث عشر في كييف، على التوالي. لوكا كان يعلم ذلك. في ريال مدريد، عندما تفوز بدوري الأبطال، في اليوم التالي يقولون لك: "حسنًا، وماذا عن العام القادم؟". إذا فزت بالدوري فقط، فلا شيء مميز، وسيقولون لك إنك لم تحقق دوري الأبطال. وإذا فزت بالكأس فقط، فسيعتبرون الموسم فاشلًا. إذا فاز ريال مدريد بعشر مباريات متتالية، فإن خسارة واحدة تُعتبر أزمة. وهذا هو سر النجاح الدائم للنادي.

تجدر الإشارة، إلى أن كاسيميرو (33 سنة)، غادر ريال مدريد في صيف 2022، وانتقل إلى مانشستر يونايتد مقابل 70 مليون يورو، ووقع عقدا يمتد لغاية صيف 2026.